“كريمة حلتوت” رئيسة جمعية مرضى السيلياك تدق ناقوس الخطر بشأن المرض الخفي في ندوة طبية بطنجة
أكدت كريمة حلتوت الرهوني، رئيسة الجمعية الشمالية لمرضى السيلياك وذوي الحساسية من الجلوتين، أن مرض السيلياك لا يزال يشكل تحديا صحيا كبيرا نظرا لطبيعته المزمنة والخفية وتأثيره المتعدد على أعضاء الجسم، مشددة على أن الحمية الصارمة الخالية من الجلوتين تظل العلاج الوحيد للمرضى.
جاء ذلك خلال ندوة طبية نظمتها الجمعية اليوم الأحد بمدينة طنجة، بمناسبة تخليد اليوم العالمي للسيلياك.
وأوضحت الرهوني، في مداخلتها، أن هذا المرض المناعي الذاتي لا يقتصر فقط على أعراض الجهاز الهضمي كآلام البطن والتشنجات، بل يمكن أن يؤثر على البصر والصحة النفسية وغيرها من أجهزة الجسم، مما يجعل التشخيص المبكر ومواكبة المرضى ضرورة ملحة. كما دعت إلى تصنيفه ضمن الأمراض المزمنة، وإقرار دعم مادي لتوفير المنتجات الخالية من الجلوتين بأسعار مناسبة.
الندوة، التي نظمت بشراكة مع مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تحت شعار “السيلياك، المرض الخفي بين الجهاز الهضمي والعيون والصحة النفسية”، شهدت مشاركة أطباء متخصصين سلطوا الضوء على الأبعاد الطبية والنفسية المرتبطة بالمرض وسبل التكيف معه.
من جهتها، أوضحت البروفيسور إحسان الملوكي، رئيسة قسم أمراض الجهاز الهضمي بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بطنجة، أن الالتزام بحمية غذائية صارمة خالية من الجلوتين هو السبيل الوحيد لتفادي المضاعفات، مع إمكانية الاستعانة بالمكملات الغذائية لتعويض النقص في العناصر الأساسية كالحديد والكالسيوم وحمض الفوليك.
وفي السياق ذاته، شددت البروفيسور هناء اليملاحي، طبيبة الأطفال بالمركز نفسه، على أهمية التوازن الغذائي للأطفال المرضى، مؤكدة أن أي عارض صحي يعيق النمو يعد حالة استعجالية تستوجب تدخلاً طبياً دقيقاً، خاصة في حالة السيلياك التي قد تؤثر على تطور الطفل.
وقد شكلت الندوة فرصة لفتح نقاش متعدد التخصصات حول المرض، ووسيلة لتعزيز الوعي المجتمعي والتشجيع على التشخيص المبكر وتوفير الدعم النفسي والغذائي للمرضى.
تجدر الإشارة إلى أن الجمعية الشمالية لمرضى السيلياك، التي تأسست سنة 2009، تضطلع بدور محوري في التحسيس والتأطير، وتعمل على ربط جسور التعاون بين المرضى والأخصائيين والمنتجين الغذائيين لتسهيل الولوج إلى منتجات آمنة وخالية من الجلوتين.